ترحيب

أرجو أن تقضوا أمتع اللحظات

الاثنين، يوليو 08، 2013

إشارات نبوية إلى الأحداث الماضية والمستقبلة حتى قيام الساعة

وقال البخاري في كتاب بدء الخلق من صحيحه، وروى عن عيسى بن موسى عنجار عن رقية عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال، سمعت عمر بن الخطاب يقول: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاماً.
"فأَخْبَرَنَا عَنْ بدء الْخَلْق

ذكرُ إِخْبَارِهِ صًلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسًلّم بِالْغُيُوبِ الْمُسْتَقْبَلَةَ بَعْدَ زَمَانَنَا هَذَا

قال الإِمام أحمد بن حنبل: حدثنا أبو عاصم، حدثنا عروة عن ثابت، حدثنا عليان بن أحمد البكري، حدثنا أبو زيد الأنصاري قال: "صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح

ظهور النار في المدينة واستمرارها شهراً عام 654 للهجرة

وقد ذكر الشيخ شهاب الدين أبو شامة، وكان شيخ المحدثين في زمانه وأستاذ المؤرخين في أوانه أنه في سنة أربع وخمسين وستمائة في يوم الجمعة خامس جمادى الآخرة ظهرت نار بأرض المدينة النبوية

عدم صحة ما ورد من أن الآيات بعد المائتين، وأن خير المسلمين بعد المائتين من لا أهل له ولا ولد

قال ابن ماجه: حدثنا الحسن بن علي الخلال، حدثنا عون بن عمارة، حدثني عبد الله بن المثنى بن ثمامة بن عبد الله بن أنس بن مالك، عن أبيه، عن جده، عن أنس، عن أبي قتادة

ليس المقصود بالخلفاء القرشيين الاثني عشر أولئك الذين تتابعوا بعد الرسول عليه السلام سرداً

وليس المراد من هؤلاء الاثني عشر الذين تتابعت ولايتهم سرداً إلى أثناء دولة بني أمية لأن حديث سفينة: "الخلافة بعدي ثلاثون سنة" يمنع من هذا الملك، وإن كان البيهقي قد رجحه وقد بحثنا معه في كتاب دلائل النبوة

إشارة نبوية إلى أن اثني عشر خليفة قرشياً سيلون أمر الأمة الإسلامية

وثبت في الصحيحين من رواية عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم "يكون اثنا عشر خليفة كلهم من قريش". رواه أبو داود من طريق أخرى عن جابر بن سمرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يزال هذا الدين قائماً حتى يكون".

إشارة نبوية إلى ما سيكون من تولي بعض الصبية لأمر المسلمين وما سيكون في ذلك من فساد وإفساد

وقال أحمد، حدثنا روح، حدثنا أبو أمية هم وابن يحيى بن سعيد بن العاص، أخبرني جدي سعيد بن عمرو بن سعيد عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "هلكة أمتي على يدي غلمة" فقال مروان وما معنا في الحلقة أحد قبل أن يلي: شيئاً فلعنة الله عليهم غلمة. قال وأنا والله لو شئت أن أقول بني فلان وبني فلان لفعلت. قال: فكنت أخرج مع أبي إلى بني مروان بعد ما ملكوا فإذا هم يبايعون الصبيان ومنهم من يبايع له وهو في حزامه، فقلت هل عسى أصحابكم هؤلاء أن يكونوا الذين سمعت أبا هريرة، قال لنا عنهم إن هذه الملوك يشبه بعضها بعضاً. ورواه البخاري بنحوه عن أبي هريرة، والأحاديث في هذا كثيرة جداً وقد حررناها في دلائل النبوة، وتقدّم الحديث في ذكر الكذاب والمبير من ثقيف، والكذاب هو المختار بن أبي عبيد الذي ظهر بالكوفة أيام عبد الله بن الزبير، والمبير هو الحجاج بن يوسف الثقفي الذي قتل عبد الله بن الزبير كما تقدّم، وتقدم حديث الرايات السود التي جاء بها بنو العباس حين استلبوا الملك من أيدي بني أمية وذلك في سنة اثنتين وثلاثمائة حيث انتقلت الخلافة من مروان بن محمد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص، ويعرف بمروان الحمار ومروان الجعدي لتعلمه على الجعد بن درهم المعتزلي، وكان آخر خلفاء بني أمية وصارت للسفاح المصرح بذكره في حديث رواه أحمد بن حنبل في مسنده، وهو أبو العباس عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب أول خفاء بني العباس كما تقدم ذلك، وقال أبو داود الطيالسي: حدثنا جرير بن حازم، عن ليث، عن عبد الرحمن بن سابط، عن أبي ثعلبة الخشني، عن أبي عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله بدأ هذا الأمر نبوة ورحمة وسيكون خلافة ورحمة وسيكون

عزاً وحرمة وسيكون ملكاً عضوضاً وفساداً في الأمة يستحلون به الفروج والخمور والحرير وينصرون على ذلك ويرزقون أبداً حتى يلقوا الله عز وجل". وروى البيهقي من حديث عبد الله بن الحارث بن محمد بن حاطب الجمحي، عن سهل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يكون بعد الأنبياء خلفاء يعملون بكتاب الله ويعدلون في عباد الله، ثم يكون من بعد الخلفاء ملوك يأخذون بالثأر ويقتلون الرجال ويصطفون الأموال فمغير بيده ومغير بلسانه ومغير بقلبه وليس وراء ذلك من الإِيمان شيء". وثبتَ في صحيح البخاري من حديث شعبة عن فرات الفرار عن أبي حازم، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وإنه لا نبي بعدي وإنه سيكون خلفاء كثيرون لما قالوا فما تأمرنا يا رسول الله? قال: "فوا ببيعة الأول فالأول وأعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم". وفي صحيح مسلم من حديث أبي رافع، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما كان نبي إلا كان له حواريون يهدون بهديه ويستنون بسنته. ثم يكون من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويعملون ما ينكرون".

إشارة نبوية إلى أن المسلمين سيقاتلون الترك

قال البخاري، حدثنا أبو اليمان، وأخبرنا أبو شعيب، أخبرنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعةُ حتى تقاتلوا قوماً نعالُهم الشعرُ وحتى تُقَاتِلوا الترك صغِارَ الأعين حمْرَ الوجوه ذلفَ الأنوفِ كأنَّ وُجُوهَهم الْمَجَانُّ الْمَطَرَّقَةُ وتجدون خيْرَ الناس أشدَّهم كراهةً لهذا الأمرِ حتى يدخلَ فيه والناسُ معادنُ خِيارُهم في الجاهلية خيارُهم في الإِسلام وليأتِيَنَّ على أحدِكم زمانٌ لأنْ يراني أحبط إليهِ من أن يكونَ له مثلُ أهله وماله".


تفرد به البخاري، ثم قال حدثنا يحيى حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا حوراً وكرمان من الأعاجم حمر الوجوه فطس الأنوف كأن وجوههم المجان المطرقة نعالهم الشعر"، وأخرجه الجماعة سوى النسائي من حديث سفيان بن عيينة، ورواه مسلم من حديث إسماعيل بن أبي خالد كلاهما عن قيس بن أبي حازم، عن أبي هريرة فذكر نحوه. قال سفيان بن عيينة وهم أهل البارز كذا يقول سفيان، ولعل البارز هو سوق الفسوق الذي لهم، وقال أحمد: حدثنا عفان، حدثنا جرير بن حازم سمعت الحسن، حدثنا عمرو بن ثعلب، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن من أشراط الساعة أن تقاتلوا قوماً عراض الوجوه كأن وجوههم المجان المطرقة". ورواه البخاري من حديث جرير بن حازم، والمقصود أن الترك قاتلهم الصحابة فهزموهم وغنموهم وسبوا نساءهم وأبناءهم، وظاهر هذا الحديثَ يقتضي أن يكون هذا من أشراط الساعة، فإن كانت أشراط الساعة لا تكون إلا بين يديها قريباً فقد يكون هذا أيضاً واقعاً مرة أخرى عظيمة بين المسلمين وبين الترك حتى يكون آخر ذلك خروج يأجوج ومأجوج كما سيأتي ذكر أمرهم، وإن كانت أشراط الساعة أعم من أن تكون بين يديها قريباً منها فإنها تكون مما يقع في الحملة ولو تقدم قبلها بدهر طويل، إلا أنه مما وقع بعد زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا هو الذي يظهر بعد تأمل الأحاديث الواردة في هذا الباب كما سترى ذلك قريباً إن شاء الله تعالى، وذكرنا ما ورد في مقتل الحسين بن علي بكربلاء في أيام يزيد بن معاوية كما سلف، وما ورد في الأحاديث من ذكر خلفاء بني أمية وغلمة بني عبد المطلب.

إشارة نبوية إلى أن الجيش المسلم سيصل إلى الهند والسند

وقال الإِمام أحمد، حدثنا يحيى بن إسحاق، أنا البراء، عن الحسن، عن أبي هريرة. وحدثني خليلي الصادق رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يكون في هذه الأمة بعث إلى السند والهند" فإن أنا أدركته واستشهدت فذاك وإن أنا فذكر كلمة رجعت فأنا أبو هريرة المحرر قد أعتقني من النار" ورواه أحمد أيضاً عن هشيم عن سيار عن جبر بن أبي عبيدة عن أبي هريرة قال: وعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة الهند فإن استشهدت كنت من خير الشهداء، وإن رجعت فأنا أبو هريرة المحرر. ورواه النسائي من حديث هشام وزيد بن أبي أنيسة عن سيار عن جابر، ويقال هذا خبر عن أبي هريرة فذكروه، وقد غزا المسلمون الهند في سنة أربع وأربعين في إمارة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه فجرت هناك أمور فذكرناها مبسوطة، وقد غزاها الملك الكبير السعيد المحمود بن شنكنكير صاحب بلاد غزنة وما والاها في حدود أربعمائة ففعل هنالك أفعالاً مشهورة وأموراً مشكورة وكسر الصنم الأعظم المسمى بسومنات وأخذ قلائده وسيوفه ورجع إلى بلاده سالماً غانماً، وقد كان نواب بني أمية يقاتلون الأتراك في أقصى بلاد السند والصين. وقهروا ملكهم القال الأعظم ومزقوا عساكره واستحوذوا على أمواله وحواصله، وقد وردت الأحاديث بذكر صفتهم ونعتهم ولنذكر شيئاً من ذلك على سبيل الإيجاز.

النهاية في الفتن والملاحم لابن كثير بعض ما أخبَرَ الرُّسُولُ عَلَيْهِ السَّلاَم بِأَنَّهُ سَيَقَع

إشارة نبوية إلى أن أبا بكر الصديق رضي اللّه عنه سيلي أمر الأمة بعد الرسول عليه السلام:
فمن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لتلك المرأة التي قال لها ارجعي فقالت أرَأَيْتَ إن لم أَجدكَ كأنها تُعَرِّضُ بالموت فقال: "إِنْ لَمْ تجدِيني فآتي أبا بكرٍ" رواه البخاري فكان القائم بعده بالأمر أبو بكر، وقوله صلى الله عليه وسلم حين أَراد أَن يكتب للصديق كتاباً بالخلافة فتركه لعلمه أَن أَصحابه لا يعدلون عنه لعلمهم بسابقته وفضله رضي الله عنه فقال: "يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر" فوقع كذلك وهو في الصحيح أيضَاً، وقوله: "باللذين من بعدي أبي بكر وعمر" رواه أحمد وابن ماجة والترمذي وحسنه وصححه ابن اليمان، وقد روي من طريق ابن مسعود وابن عمر وأبي الدرداء، وقد بسطنا القول في هذا في فضائل الصحيحين والمقصود: أنه وقع الأمر كذلك ولِّي أبو بكر الصديق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم الخلافة ثم وليها بعده عمر بن الخطاب كما أخبر صلى الله عليه وسلم سواء بسواء.
إشارة نبوية إلى أن المسلمين يفتتحون مصر:
وروى مالك والليث عن الزهري، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إِذَا افْتَتَحْتمُ مِصْرَ فاستوْصوا بالقِبْط" وفي رواية: "فَاستَوصُوا بِأَهْلِها خَيْراً فَإِنَّ لهم ذمة وَرَحِماً".
وقد افتتحها عمرو بن العاص في سنة عشرين أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وفي صحيح مسلم عن أبي ذر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنكم سَتَفتَحُونَ أرضاً يذْكَر فيها القيراطُ فاستَوصوا بأهلها خيراً فإن لهم ذمةً ورحماً".
إشارة نبوية إلى أن دولتي فارس والروم ستذهبان إلى غير عودة:
وقال صلى الله عليه وسلم فيما ثبت عنه في الصحيحين: "إِذا هَلك قَيْصر فلا قَيْصَرَ بعده وإذا هلك كِسْرَى فلا كسرى بعده والذي نفسي بيده لِتُنْفِقُنَّ كنوزَهما في سبيل اللّه".
وقد وقع ذلك كما أخبر سواء بسواء، فإنه في زمن أبي بكر وعمر وعثمان انزاحت يد قيصر ذلك الوقت واسمه هرقل عن بلاد الشام والجزيرة وثبت ملكه مقصوراً على بلاد الروم فقط والعرب إنما كانوا يسمون قيصر لمن ملك الروم مع الشام والجزيرة، وفي هذا الحديث بشارة عظيمة لأهل الشام وهي أن يد ملك الروم لا تعود إليها أبد الآبدين ودهر الداهرين إلى يوم الدين، وسنورد هذا الحديث قريباً إن شاء الله بإسناده ومتنه، وأما كسرى فإنه سلب عامة ملكه في زمن عمر ثم استأصل ما في يده في خلافة عثمان، وقيل في سنة اثنتين وثلاثين ولله الحمد والمنة، وقد بسطنا ذلك مطولاً فيما سلف وقد دعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بلغه أنه مزق كتاب رسول الله صلى الله عليه بأن يمزق ملكه كل ممزق فوقع الأمر كذلك.
إشارة نبوية إلى أن عمر رضي اللّه عنه سيقتل:
وثبت في الصحيحين من حديث الأعمش وجامع بن راشد عن شفيق بن سلمة عن حذيفة قال: كنا جلوساً عند عمر فقال: أيكم يحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه في الفتنة? قلت: أنا. قال: هات إنك لجريء، فقلت ذكر فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره تكفرها الصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقال: ليس هذا أعني إنما أعني التي تموج موج البحر فقلت يا أمير المؤمنين إن بينك وبينها باباً مغلقاً فقال: "وَيْحَك أيفتح الباب أمْ يكسر? فقلت بل يكسر قال إذا لا يغلقُ أبداً قلت أجَلْ فقلنا لحذيفة فَكَانَّ عمرَ يعلم مِنَ الباب?".

قال: نعم إني حدثته حديثاً ليس بالأغاليط فقال فهبنا أن نسأل حذيفة من الباب فقلنا المسروق فسأله فقال عمر هكذا وقع الأمر سواء بعدما قتل في سنة ثلاث وعشرين وقعت الفتن بين الناس وكان قتله سبب انتشارها بينهم.
إشارة نبوية إلى ما سيصيب عثمان بن عفان رضي اللّه عنه من المحنة:
وأخبر صلى الله عليه وسلم عن عثمان بن عفان أنه من أهل الجنة على بلوى تصيبه، فوقع الأمر كذلك حصر في الدار كما بسط ذلك في موضعه وقتل صابراً محتسباً شهيداً رضي الله عنه، وقد ذكرنا عند مقتله ما ورد من الأحاديث في الإنذار لذلك والإِعلام به قبل كونه فوقع طبق ذلك سواء بسواء، وذكرنا في يومي الجمل وصفين ما ورد من الأحاديث بكون ذلك وما وقع فيهما من الفتنة والأخبار والله المستعان.
إشارة نبوية إلى أن عمار بن ياسر رضي اللّه عنه سيقتل
وكذلك الإِخبار بمقتل عمار، وأما ذكر الخوارج الذين قتلهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومقتهم وبعث ذي الندبة منهم، فالأحاديث الواردة في ذلك كثيرة جداً وقد حررنا ذلك فيما سلف ولله الحمد والمنة وقد ذكرنا عن مقتل علي الحديث المذكور الوارد في ذلك بطرقه وألفاظه.
تحديد الرسول مدة الخلافة من بعده بثلاثين سنة وإشارته إلى أنها ستتحول بعد ذلك إلى ملك عضوض:
وتقدم الحديث الذي رواه أحمد وأبو داود والنسائي والترمذي وحسنه من طريق سعيد بن جهمان عن سفينة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تكون ملكاً.
وقد اشتملت هذه الثلاثون سنة على خلافة أبي بكر الصديق، وعمر الفاروق وعثمان الشهيد، وعلي بن أبي طالب الشهيد أيضاً، وكان ختامها وتمامها بستة أشهر وليها الحسن بن علي بعد أبيه، وعند تمام الثلاثين نزل عن الأمر لمعاوية بن أبي سفيان سنة أربعين وأصفقت البيعة لمعاوية بن أبي سفيان وسمي ذلك عام الجماعة وقد بسطنا ذلك فيما تقدم.
إشارة نبوية إلى أن اللّه سيصلح بالحسن رضي اللّه عنه بين فئتين عظيمتين من المسلمين
وروى البخاري عن أبي بكرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله يقول والحسن بن علي إلى جانبه على المنبر: "ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين" وهكذا وقع سواء.
إشارة نبوية إلى أن أم حرام بنت ملحان رضي اللّه عنها ستموت في غزوة بحرية

وثبت في الصحيحين عن أم حرام بنت ملحان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر أن غزواته في البحر تكون فرقتين وتكون أم حرام مع الأولين، وقد كان ذلك في سنة سبع وعشرين مع معاوية حين استأذن عثمان في غزو قبرص فأذن له فركب بالمسلمين في المراكب حتى دخلها وفتحها قسراً، وتوفيت أم حرام في هذه الغزوة في البحر وقد كانت مع زوجة معاوية فأخته بنت قرظة، وأما الثانية فكانت في سنة اثنتين وخمسين في أَيام ملك معاوية وقد أمّر معاوية ابنه يزيد على الجيش إلى غزو القسطنطينية، وكان معه سادات الصحابة منهم أبو أيوب الأنصاري وخالد بن يزيد رضي الله عنه فمات هنالك وأوصى إلى يزيد بن معاوية وأمره أن يدفنه تحت سنابك الخيل وأن يوغل به إلى أقصى ما يمكن أن ينتهي به إلى جهة نهر العدو ففعل ذلك، وتفرد البخاري بما رواه من طريق ثور بن يزيد بن خالد بن معدان عن عمر بن الأسود العنسي عن أم حرام أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا قالت أم حرام فقلت يا رسول الله أنا فيهم? قال: إنك فيهم قالت: ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم قلت أنا منهم يا رسول الله قال: لا".

مراتب الاجماع كتاب الطهارة

أجمعت الأمة على أن استعمال الماء الذي لم يبل فيه ولا كان سؤر حائض ولا كافر ولا جنب ولا من شراب ولا من غير ذلك ولا سؤر حيوان غير الناس وغير ما يؤكل لحمه ولا خالطته نجاسة وان لم تظهر فيه أو ظهرت على اختلافهم فيما
ينجس من حيوان أو ميت ولا كان آجنا متغيرا من ذاته وان لم يكن من شيء حله ولامات فيه ضفدع ولاحوت ولا كان فضل متوضئ من حدث أو مغتسل من واجب ولا استعمل بعد ولا توضأت منه امرأة ولا تطهرت منه ولم يشمس ولا سخن ولم يؤخذ من بحر ولا غصب ولا أدخل فيه القائم من نومه يده قبل أن يغسلها ثلاثا ولا حل فيه شيء طاهر فخالطه غير تراب عنصره فظهر فيه ولا بل فيه خبز ولا توضأ فيه ولا به انسان ولا اغتسل ولا وصأ شيئا من أعضائه به فيه الوضوء والغسل حلوا كان أو مرا أو ملحا أو زعاقا ففرض على الصحيح الذي يجده ويقدر على استعماله ما لم يكن بحضرته نبيذ وهذا في الماء غير الجاري
فأما الجاري فاتفقوا على جواز استعماله ما لم تظهر فيه نجاسة
واتفقوا أن الماء الراكد اذا كان من الكثرة بحيث اذا حرك وسطه لم يتحرك طرفاه ولا شيء منهما فانه لا ينجسه شيء الا ما غير لونه أو طعمه أو رائحته
وأجمعوا أنه لا يجوز وضوء بشيء من المائعات وغيرها حاشا الماء والنبي صلى الله عليه وسلمذ
واختلفوا هل يجزئ أن يتوضأ الرجل والمرأة معا ام لا يجزئ ذلك
واتفقوا في جواز توضئ الرجلين والمرأتين معا
وأجمعوا أن من توضأ وتطهر بالماء كما وصفنا وان كان بحضرته نبيذ تمر فقد أدى ماعليه
واتفقوا على أن المريض الذي يتأذى بالماء ولا يجد الماء مع ذلك أن التيمم له بدل الوضوء والغسل
واتفقوا على أن المسافر سفرا تقصر فيه الصلاة اذا لم يقدر على ماء أصلا وليس بقربه ماء أصلا أن له أن يتيمم بدل الوضوء للصلاة فقط
واتفقوا على أن من غسل يديه يلاثا ثم مضمض ثلاثا ثم استنشق ثلاثا ثم استنثر ثلاثا ثم غسل وجهه كله على ما نصفه بعد هذا وخلل شعره ولحيته بالماء وغسل أذنيه باطنهما وظاهرهما وجميع شعره حيث انتهى ونوى الوضوء للصلاة قبل دخوله فيه ومع دخوله فيه وسمى الله ولم يقدم مؤخرا كما ذكرنا ولا فرق بين غسل شيء من ذلك ونقل الماء بيده الى جميع الأعضاء التي ذكرنا محددا لكل عضو منها أنه قد أدى ما عليه في الاعضاء المذكورة
واتفقوا على أن من غسل الوجه من أصل منابت الشعر في الحاجبين الى أصول الاذنين الى آخر الذقن فرض على من لا لحية له
واتفقوا على أن من عليه غسل من ذوي اللحى وجهه من أصول منابت الشعر في أعلى الجبهة فكما ذكرنا فيمن لا لحية له وخلل جميع لحيته بالماء وأمر الماء على جميعها حيث بلغت وغسل باطن أذنيه وظاهرهما أنه قد غسل وجهه وأدى ما عليه فيه
واتفقوا أن غسل الذراعين الى مشد المرفقين فرض في الوضوء

واتفقوا على أنه ان غسلهما وغسل مرفقيه وخلل أصابعه بالماء وما تحت الخاتم فقد تم ما عليه في الذراعين
واتفقوا أن مسح بعض الرأس بالماء غير معين لذلك البعض فرض
واتفقوا أن من مسح جميع رأسه فأقبل وأدبر ومسح أذنيه وجميع شعره فقد أدى ما عليه
واتفقوا أن امساس الرجلين المكشوفتين الماء لمن توضأ فرض واختلفوا أتمسح أم تغسل
واتفقوا على أن الوضوء مرة مرة مسبغة في الوجه والذراعين والرجلين يجزئ واتفقوا على أن الزيادة على الثلاث لا معنى لها
واتفقوا على أن امساس الجلد كله والرأس في الغسل مما يوجب الغسل على اختلافهم فيما يوجبه بالماء على ما ذكرنا اتفاقهم على ايجاب الوضوء عليه وبتلك الصفة من الماء فرض ثم اختلفوا أبدلك ام بصب أو غمس
واتفقوا أن من اغتسل لأمر يوجب الغسل فتوضأ على حسب ما ذكرنا من الوضوء الذي ذكرنا الاتفاق على أنه يجزئ ثم صب الماء الذي ذكرنا أنه يجزئ على جميع جسده ورأسه وأصول شعر ودلك كل ذلك أوله عن آخره ولم يترك من كل ذلك مكان شعرة فما فوقها ولم يحدث شيئا ينقض الوضوء قبل تمام جميع غسله ونوى الغسل لما أوجب عليه فقد أجزأه
واتفقوا على ان الماء الذي حلت فيه نجاسه فأحالت لونه أو طعمه فان شربه لغير ضرورة والطهارة به على كل حال لا يجوز سيء من ذلك على عظيم اختلافهم في النجاسات
واتفقوا على أن بول ابن آدم اذا كان كثيرا ولم يكن كوؤس الإبر وغائطه نجس واتفقوا على أن الكثير من الدم أي دم كان حاشا دم السمك وما لا يسيل دمه نجس
واختلفوا في حد الكثير من الظفر الى نصف الثوب
واتفقوا على أن أكل النجاسة وشربها حرام حاشا النبي صلى الله عليه وسلمذ المسكر
واتفقوا على أن ما لم يكن بولا ولا رجيعا حاشا ما خرج من برغوث أو نحل أو ذباب ولا خمرا ولا ما تولد منها ولامسه ولا ما أخذ منها ولا ما أخذ من حي حاشا الصوف والوبر والشعر مما يؤكل لحمه ولا كلبا ولا حيوانا لا يؤكل لحمه من سبع أو غيره ولا لعاب ما لا يؤكل ولا صديدا ولاقيئا ولاقيحا ولادما ولابصاقا ولامخاطا ولاقلسا ولا ما مسه شيء من كل ما ذكرنا فانه طاهر
واتفقوا على أن الإستنجاء بالحجارة وبكل طاهر ما لم يكن طعاما أو رجيعا أو نجسا أو جلدا أو عظما أو فحما أو حممة جائز
واتفقوا على أن كل من صلى قبل تمام فرض وضوئه أو تيممه ان كان من أهل التيمم أن صلاته باطلة ناسيا كان أو عامدا اذ أسقط عضوا كاملا
واختلفوا فيمن أسقط بعض عضو ناسيا أينصرف من صلاته ويقضيها أم لا
واتفقوا على أن البول من غير المستنكح به وأن الفسو والضراط اذا خرج كل ذلك من الدبر وأن ايلاج الذكر في فرج المرأة باختيار المولج ينقض الوضوء بنسيان كان ذلك أو بعمد وكذلك ذهاب العقل بسكر أو اغماء أو جنون
واتفقوا على أن ما عدا ما ذكرنا وما عدا مس المرأة الرجل والرجل المرأة بأي عضو تماسا وكيفما تماسا وما عدا مس الفرج والدبر والذكر والابط ومس الصليب ومس الابط والاوثان والكلمة القبيحة ونظرة الشهوة وخروج الدم حيثما خرج وذبح الحيوان وماء المدة والقيئ والقلس والقيح وقلع الضرس وانشاد الشعر والضحك في الصلاة وقرقرة البطن في الصلاة وأكل ما مست النار أو شربه
ولحوم الابل وكل شيء منها والنوم والمذي والودي أو لمسا على ثوب أو غير ثوب لشهوة أو شيئا خرج من أحد المخرجين من دود أو حصى أو غير ذلك أو شيء قطر فيهما أو أدخل أو رجيعا أو بولا أو منيا خرج من غير مخرجه المعهود أو حلق شعره أو قص ظفر أو خلع خف مسح عليه أو عمامة كذلك أو كلمة عوراء أو أذى مسلم أو حمل ميت أو وطء نجاسة رطبة فانه لا يوجب وضوءا
واتفقوا على أن خروج الجنابة في نوم أو يقظة من الذكر بلذة لغير مغلوب باستنكاح أو مضروب وقبل أن يغتسل للجنابة فانه يوجت غسل جميع الرأس والجسد
واتفقوا على أن الدم الأسود الخارج في أيام الحيض من فرج المرأة التي من كانت في مثل منها حاضت يوجب الغسل على المرأة
واتفقوا على أن ما عدا الأمناء والايلاج في فرج أو دبر من انسي او بهيمة ومس الابط والاستحداد ودخول الحمام ودخول المني في فرج المرأة أو خروجه من فرجها بعد وقوعه والامذاء والحيض والاستحاضة والدم كله والصفرة والكدرة والحدث في تضاعيف الغسل قبل تمامه مما لو كان في غير غسل لنقض الوضوء فقط والحجامة والاسلام وغسل الميت ومواراته والاحرام ويوم الجمعة لايوجب غسلا
واتفقوا على أن الماء الذي وصفنا في أول هذا الباب اذا جمع تلك الصفات ولم يكن راكدا فان الغسل به جائز
واتفقوا أن من وطئ مرارا امرأة واحدة فغسل واحد يجزئه
واتفقوا ان اجتمع عليه امران كل واحد منهما يوجب الغسل فاغتسل لكل واحد منهما غسلا ينويه به ثم للآخر منهما كذلك أنه قد طهر وأدى ما عليه بخلاف قولهم في الاحداث المختلفة
واتفقوا على أن الغسل في الاجناب من الزنا واجب كوجوبه من وطء الحلال
واتفقوا على أن من احتلم فرأى الماء من الرجال والنساء أو حاضت من النساء بعد أن تتجاوز خمسة عشر ويستكملا في قدهما ستة أشبار وهما عاقلان فقد لزمتهما الاحكام وجرت عليهما ان كانا مسلمين الحدود ولزمتهما الفرائض وأنه بلوغ صحيح
وأجمعوا أن من تجاوز تسع عشرة سنة من الرجال والنساء وهو عاقل ولم يحتلم ولا حاضت فانهما بالغان بلوغا صحيحا
وأجمعوا أن المسافر سفرا يكون ثلاثة أيام فصاعدا ولا يجد ماء ولا نبيذا فان التيمم له بالتراب الطاهر جائز في الوضوء للصلاة الفريضة خاصة
وأجمعوا أنه ان تيمم لكل صلاة فقد صلاها بطهارة
وأجمعوا أن المريض الذي يؤذيه الماء ولا يجده مع ذلك أن له التيمم
واختلفوا في أن من توضأ فله أن يصلي ما لم ينتقض وضوؤه فروينا عن ابراهيم النخعي أنه لا يصلي بوضوء واحد أكثر من خمس صلوات وروينا عن عبيد بن عمير الوضوء لكل صلاة واحتج بالآية
وأجمعوا أن مسح بعض الوجه غير معين وبعض الكفين كذلك بضربة واحدة في التيمم فرض
وأجمعوا أن من مسح جميع وجهه وخلل لحيته في التيمم بتراب لم يزل من أرضه وذلك التراب طاهر ومسح جميع بدنه وذراعيه وعضديه الى منكبيه وخلل أصابعه بضربة واحدة ثم أعاد مسح الوجه والذراعين كذلك بضربة أخرى من التراب فقد أدى ما عليه واختلفوا في تقديم الوجه على اليدين بما لا سبيل الى جمعه
واختلفواأيمس المتيمم المصحف ويؤم المتوضئ أم لا وهل يتيمم بتراب نجس ام لا
واتفقوا ان تيمم كما ذكرنا بعد دخول الوقت وطلب الماء فله أن يصلي صلاة واحدة واختلفوا في أكثر وفي النافلة وفيمن يتيمم قبل الوقت ليكون على طهارة أن له أن يصلي بما شاء من الفرائض والنوافل حاشا الخلاف الذي ذكرنا
واتفقواأن من اجتمع عليه غسلان كحائض أجنبت أو نحو ذلك فاغتسل أو اغتسلت غسلين فقد أديا ما عليهما
وأجمعوا أن من أيقن بالحدث وشك في الوضوء أو أيقن أنه لم يتوضأ فإن الوضوء عليه واجب
واتفقوا أن لحم الميتة وشحمها وودكها وغضروفها ومخها وأن لحم الخنزير وشحمه وودكه وغضروفه ومخه وعصبه حرام كله وكل ذلك نجس
واتفقوا أن ما عدا التراب والرمل والحجارة والجدران والارض كلها والمعادن والثلج والنبات لا يجوز التيمم به
واتفقوا أن جلد ما يؤكل لحمه اذا ذكي طاهر جائز أستعماله وبيعه
واجمعوا على أن جلد الانسان لايحل سلخه ولا استعماله
واتفقوا أن كل اناء ما لم يكن فضة ولا ذهبا ولا صفرا ولا نحاسا ولا رصاصا ولا مغصوبا ولا اناء كتابي ولا جلد ميتة ولا جلد ما لا يؤكل لحمه وان ذكي فان الوضوء منه والاكل والشرب جائز
واتفقوا على أن الحيض لا يكون أزيد من سبعة عشر يوما ذكر احمد وغيره أنهم سمعوا ذلك في نساء الماجشون وغيرهم
واتفقوا على أن الدم الاسود المحتوم حيض فصيح اذا ظهر في أيام الحيض ولم يتجاوز سبعة أيام ولم ينقص من ثلاثة أيام
واتفقوا على أن المرأة اذا وضعت آخر ولد في بطنها فان ذلك الدم الظاهر منها بعد خروج ذلك الولد الآخر دم نفاس لا شك فيه تجتنب فيه الصلاة والصيام والوطء
واتفقوا على أن الحائض لا تصلي ولا تصوم أيام حيضها ولا يطؤها زوجها في فرجها ولا في دبرها واتفقوا أن له مؤاكلتها ومشاربتها
واتفقوا أن دم النفاس اذا دام سبعة أيام فهو نفاس تجتنب به ما ذكرنا
واتفقوا أنه ان اتصل أزيد من خمسة وسبعين يوما فليس دم نفاس
واتفقوا أن القصة البيضاء المتصلة شهرا غير يوم طهر صحيح
واتفقوا على أن من وطئ من بز الدم الاسود ما بين ثلاثة أيام الى سبعة ايام في أيام الحيض المعهودولم تر بعد ذلك شيئا غيره فقد وطئ حراما
واتفقوا أن من لاترى دما ولاكدرة ولاصفرة ولااستحاضة ولاغير ذلك بعد أن تغتسل كلها بالماء فوطؤها حلال لمن هي فراش له ما لم يكن هنالك مانع من صوم أو اعتكاف أو احرام أو ظهار
وأجمعواأن الحائض اذا رأت الطهر ما لم تغسل فرجها أو تتوضأ فوطؤها حرام
واجمعوا أن من غسل أثر الكلب والخنزير والهر سبع مرات بالماء والثامنة بالتراب فقد طهر

وأجمعوا أن من غسل موضع النجاسات متبعا بالماء حتى لا يبقى لها أثر ولا ريح فقد أنقى وطهر واتفقوا أن من غسل أثر السنور فقد طهر 

كتاب مراتب الإجماع لابن حزم الأندلسي رحمه الله الجزء1

بسم الله الرحمن الرحيم وما توفيقي الا بالله عليه توكلت
قال الفقيه الاجل الامام أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم رحمة الله:
 عليه الحمد لله الذي لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه الذي لا يسأل عما يفعل وهم يسألون وصلى الله على محمد عبده ورسوله وخاتم أنبيائه وخيرته من نوع الإنسان وسلم بعثه الى جميع الجن والانس من مبعثه الى انقضاء هذا العالم وقيام الساعة نسخ بملته الملل ولا ناسخ لملته ولا حول ولا قوة الا بالله العظيم
أما بعد فإن الإجماع قاعدة من قواعد الملة الحنيفية يرجع اليه ويفزع نحوه ويكفر من خالفه اذا قامت عليه الحجة بانه اجماع وانا أملنا بعون الله عز وجل أن نجمع المسائل التي صح فيها الاجماع ونفردها من المسائل التي وقع فيها الخلاف بين العلماء فإن الشيء اذا ضم الى شكله وقرن بنظيره سهل حفظه وأمكن طلبه وقرب متناوله ووضح خطأ من خالف الحق به ولم يتعن المختصمون في البحث عن مكانه عند تنازعهم فيه ورجونا بذلك جزيل الأجر من الله عز وجل فإن المنفعة بجمع هذه المسائل جليلة جدا
ووجدنا الاجماع يقتسم طرفي الاقوال في الأغلب والأكثر من المسائل وبين هذين الطرفين وسائط فيها كثر التنازع وفي بحرها سبح المخالفون
فأحد الطرفين :
هو ما أتفق جميع العلماء على وجوبه أو على تحريمه أو على أنه مباح لا حرام ولا واجب فسمينا هذا القسم الاجماع اللازم
والطرف الثاني :
هو ما اتفق جميع العلماء على أن من فعله أو اجتنبه فقد أدى ما عليه من فعل أو اجتناب أو لم يأثم.
 فسمينا هذا القسم الاجماع الجازي عبارة اشتققناها لكل صنف من صفته الخاصة به ليقرب بها التفاهم بين المعلم والمتعلم والمناظرين على سبيل طلب الحقيقة ان شاء الله وما توفيقنا الا بالله
وبين هذين الطرفين أشياء قال بعض العلماء هي حرام وقال آخرون منهم ليست حراما لكنها حلال وقال قوم منهم هي واجبة وقال آخرون منهم ليست بواجبة لكنها مباحة وكرهها بعضهم واستحبها بعضهم فهذه مسائل من الاحكام والعبادات لا سبيل الى وجود مسمى الاجماع لا في جوامعها ولا في أفرادها
ونحن ممثلون منها مثالا وذلك مثل زكاة الفطر فإن قوما قالوا هي فرض وقوم
قالوا ليست فرضا وقال قوم هي منسوخة ومثل زكاة العروض المتخذة للتجارة فإن قوما قالوا الزكاة فيها واجبة وقال آخرون لا زكاة فيها ثم اختلف وجوب الزكاة فيها أيضا اختلافا لا سبيل الى الجمع بينهم فيه فقال بعضهم يخرج من أثمانها وقال آخرون يخرج من أعيانها ومثل هذا كثير فما كان من هذا النوع فليس هذا الكتاب مكان ذكره وفي مواضع أخر ان أعاننا الله بقوة من قبله وتأييد وأمدنا بعمر وفراغ فستجمع كل صنف منها في مكان هو أملك به ان شاء الله وما توفيقنا الا بالله
وههنا نحو من أنحاء الاجماع ليس هذا المكان مكان ذكره وهو أن يختلف العلماء في مسألة ما فيبيحها قوم ويحظرها آخرون أو يوجبها قوم ولا يوجبها آخرون ولا بد أن يكون الحق في قول أحدهم وسائرهم مبطلون ببرهان سمعي او برهان عقلي شرطي اذا تقصيت أقسام المقالة على استيعاب وثقة وصحة فيكون حينئذ اجماع المحققين في تلك المسألة اجماعا صحيحا مرجوعا اليه مستصحبا فيما اختلف فيه منها ما لم يمنع من شيء من ذلك نص وذلك كاجماع القائلين بالمساقاة والمزارعة على اباحة شيء من فروعها فيوقف عنده
فهذه وجوه الاجماع التي لا اجماع سواها ولا تقوم حجة من الاجماع في غيرها البتة وقد أدخل قوم في الاجماع ما ليس فيه وقوم عدوا قول الاكثر اجماعا وقوم عدوا ما لا يعرفون فيه خلافا اجماعا وان لم يقطعوا على أنه لا خلاف فيه وقوم عدوا قول الصاحب المشهور المنتشر اذا لم يعلموا له من الصحابة مخالفا
وان وجد الخلاف من التابعين فمن بعدهم فعدوه اجماعا وقوم عدوا قول الصاحب الذي لا يعرفون له مخالفا من الصحابة رضي الله عنهم وإن لم يشتهر ولا انتشر اجماعا
وقوم عدوا قول أهل المدينة اجماعا وقوم عدوا قول أهل الكوفة اجماعا وقوم عدوا اتفاق العصر الثاني على أحد قولين أو أكثر كانت للعصر الذي قبله اجماعا
وكل هذه آراء فاسدة ولنقضها مكان آخر ويكفي من فسادها أنهم نجدهم يتركون في كثير من مسائلهم ما ذكروا أنه اجماع وانما نحوا الى تسمية ما ذكرنا اجماعا عنادا منهم وشغبا عند اضطرار الحجة والبراهين لهم الى ترك اختياراتهم الفاسدة
وايضا فإنهم لا يكفرون من خالفهم في هذه المعاني ومن شرط الاجماع الصحيح أن يكفر من خالفه بلا اختلاف بين أحد من المسلمين في ذلك فلو كان ما ذكروه اجماعا لكفر مخالفوهم بل لكفروا هم لأنهم يخالفونها كثيرا ولبيان كل هذا مكان آخر ولا حول ولاقوة الا بالله العلي العظيم

وقوم قالوا الاجماع هو اجماع الصحابة رضي الله عنهم فقط
وقوم قالوا اجماع كل عصر اجماع صحيح اذا لم يتقدم قبله في تلك المسألة خلاف وهذا هو الصحيح لاجماع الأمة عند التفصيل عليه واحتجاجهم به وترك ما أصلوه له
ولا خلاف بين أحد في أن انتظار جميع القرون التي لم تخلق بعد لتعرف أقوالهم باطل لا معنى له وانما اختلفوا على القولين اللذين قدمنا
وقوم أخرجوا من الاجماع ما هو اجماع صحيح فقالوا لو اجتمع أهل العصر كلهم على قول ما ثم بدا لأحد منهم فيه فله ذلك وله براهين واضحة لها مكان آخر ان
شاء الله بل اذا صح الاجماع فقد بطل الخلاف ولا يبطل ذلك الاجماع أبدا
وقوم قالوا من أصحابنا الاجماع لا يكون الا من توقيف من النبي صلى الله عليه وسلم
وقوم قالوا الاجماع قد يكون من قياس وهذا باطل
وقوم قالوا الاجماع يكون من وجهين اما من توقيف منقول الينا معلوم واما من دليل من توقيف منقول الينا معلوم ولكن اذا صح الاجماع فليس علينا طلب الدليل اذ الحجة بالاجماع قد لزمت وهذا هو الصحيح
وقوم من أصحابنا قالوا اذا اتفقت طائفة على مسألتين فصح قولهم في احداهما بدليل وجب أن الاخرى صحيحة وهذا غير ظاهر وليس له في الاجماع طريق لما بينته في غير هذا المكان
وصفة الاجماع هو ما تيقن أنه لا خلاف فيه بين أحد من علماء الاسلام ونعلم ذلك من حيث علمنا الاخبار التي لا يتخالج فيها شك مثل أن المسلمين خرجوا من الحجاز واليمن ففتحوا العراق وخراسان ومصر والشام وأن بني أمية ملكوا دهرا طويلا ثم ملك بنو العباس وأنه كانت وقعة صفين والحرة وسائر ذلك مما يعلم بيقين وضرورة
وانما نعني بقولنا العلماء من حفظ عنه الفتيا من الصحابة والتابعين وتابعيهم وعلماء الأمصار وأئمة أهل الحديث ومن تبعهم رضي الله عنهم أجمعين
ولسنا نعني أبا الهذيل ولا ابن الاصم ولا بشر بن المعتمر ولا ابراهيم بن سيار ولا جعفر
ابن حرب ولا جعفر بن مبشر ولا ثمامة ولا ابا غفار ولا الرقاشي ولا الازارقة والصفرية ولا جهال الاباضية ولا أهل الرفض فإن هؤلاء لم يتعنوا من تثقيف الآثار ومعرفة صحيحها من سقيمها ولا البحث عن أحكام القرآن لتمييز حق الفتيا من باطلها بطرف محمود بل اشتغلوا عن ذلك بالجدال في أصول الاعتقادات ولكل قوم علمهم
ونحن وان كنا لا نكفر كثيرا ممن ذكرنا ولا نفسق كثيرا منهم بل نتولى جميعهم حاشا من أجمعت الأمة على تكفيره منهم فإنا تركناهم لأحد وجهين اما لجهلهم بحدود الفتيا والحديث والآثار واما لفسق ثبت عن بعضهم في أفعاله ومجونه فقط كما نفعل نحن بمن كان قبلنا من أهل نحلتنا جاهلا أو ماجنا ولا فرق وبالله التوفيق
ولسنا نخرج من جملة العلماء من ثبتت عدالته وبحثه عن حدود الفتيا وان كان مخالفا لنحلتنا بل نعتد بخلافه كسائر العلماء ولا فرق كعمرو بن عبيد ومحمد بن اسحق وقتادة بن دعامة السدوسي وشبابة بن سوار والحسن بن حيي وجابر بن زيد ونظرائهم وان كان فيهم القدري والشيعي والاباضي والمرجيء لأنهم كانوا أهل علم وفضل وخير واجتهاد رحمهم الله وغلط هؤلاء بما خالفونا فيه كغلط سائر العلماء في التحريم والتحليل ولا فرق وانما ندخل في هذا الكتاب الاجماع التام الذي لا مخالف فيه البتة الذي يعلم كما يعلم أن الصبح في الأمن والخوف ركعتان وأن شهر رمضان هو الذي بين شوال وشعبان وأن الذي في المصاحف هو الذي أتى به محمد صلى الله عليه وسلم وأخبر أنه وحي من الله وأن في خمس من الابل شاة ونحو ذلك وهي ضرورة تقع في نفس الباحث عن الخبر المشرف على وجوه نقله اذا تتبعها المرء من نفسه في كل ما يمر به من أحوال دنياه وأهل زمانه وجده ثابتا مستقرا في نفسه وما توفيقنا الا بالله.







الأربعاء، أغسطس 04، 2010

توظيف حاملي الشهادات العليا


الإعلان و لائحة المرشحين لتوظيف حاملي الشهادات العليا - 2010الإعلان و لائحة المرشحين لتوظيف حاملي الشهادات العليا - 2010
 
 
توظيف حاملي الشهادات العليا
 

الدخول المدرسي برسم السنة الدراسة 2011/2010


انسجاما مع التوجهات العامة للبرنامج الاستعجالي و تعزيزا للجهود المبذولة من أجل التأمين الكامل للزمن التربوي ولزمن التعلم
وسعيا إلى توفير شروط تحقيق انطلاقة قوية للموسم التربوي 2010 – 2011 وتوجيه الجهود نحو تحقيق هذا الهدف بغية الرفع من المردود التربوي كما وكيفا ، تنهي وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الاطر والبحث العلمي – قطاع التعليم المدرسي- إلى عموم أطر وموظفي الإدارة التربوية، وهيئات التفتيش، والأطر المكلفة بتسيير المصالح المادية والمالية، وهيأة التوجيه والتخطيط التربوي، وهيأة الدعم الإداري والتربوي والاجتماعي والأطر الإدارية المشتركة، بجميع درجاتهم وأطر التدريس وأمهات وآباء وأولياء التلميذات والتلميذات أن الدخول المدرسي برسم السنة الدراسة 2011/2010 سيتم عبر المحطات ووفق الجدولة الزمنية التالية :

حول امتحانات الكفاءة المهنية برسم سنة 2010


تعلن وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي – قطاع التعليم المدرسي ....
تعلن وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي – قطاع التعليم   المدرسي - أنه في إطار توجيه الجهود نحو إنجاح الدخول المدرسي 2010-2011، ولتمكين المترشحات والمترشحين لامتحانات الكفاءة المهنية برسم سنة 2010 من اجتياز هذا الاستحقاق المهني الهام في ظروف مواتية، فقد تقرر تنظيم الامتحانات المذكورة أيام  21 و22 و23 أكتوبر 2010 .
         وستصدر الوزارة لاحقا مذكـرة تفصيليـة فـي الموضوع .

النتائج النهائية لمباراة ولوج مسالك التكوين بمركز تكوين مفتشي التعليم لدورة 8و9 يوليوز 2010

نتائج تعيينات خريجي مراكز التكوين






الأربعاء، يوليو 21، 2010

النتائج النهائية للامتحانات المدرسية الإشهادية للموسم الدراسي 2009-2010


بلاغ صحفي
 
النتائج النهائية للامتحانات المدرسية الإشهادية  للموسم  الدراسي 2010-2009
 
  • تجاوز عدد الناجحين والناجحات في هذه الدورة ولأول مرة،عتبة 130 ألف
  • بلغت زيادة عدد الحاصلين على البكالوريا 33 ألف بنسبة  زيادة 31.44% مقارنة مع دورة 2009 .
  • قاربت نسبة النجاح لدى المترشحين الممدرسين 52 %.
  • 34.62% من الناجحات والناجحين حصلوا على البكالوريا بإحدى الميزات.

تعلن وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي أن الامتحانات الإشهادية برسم السنة الدراسية 2010-2009 قد أسفرت عن النتائج التالية مرتبة حسب الاسلاك.
 
1.شهادة البكالوريا
 
حصل على شهادة البكالوريا هذه السنة ما مجموعه 849 136 من مجموع المترشحين الحاضرين البالغ عددهم 816 278 بزيادة ناهزت 431.4% مقارنة مع دورة  وبنسبة نجاح إجمالية بلغت 49.08% مقابل 42.54% في دورة  2009. وتمثل الفتيات 51.6% من مجموع الناجحين هذه السنة.
 
وبلغ عدد الناجحين من الممدرسين 040 130 ناجحا وناجحة بنسبة نجاح بلغت 51.67% وتمثل الناجحات نسبة 52.9% من  بين مجموع الناجحين الممدرسين
ب 68833 ناجحة.
 
وبالنسبة للمترشحين الأحرار فقد بلغ عدد الناجحين منهم 6809 ناجحة وناجح.
وبلغ عدد الحاصلين على شهادة البكالوريا في قطب الشعب العلمية والرياضية والتقنية 88029 مترشحة ومترشح بزيادة 31.67% عن السنة الفارطة .  وسجلت نسبة النجاح بقطب هذه الشعب 54.31% مقابل 48.8 % في السنة الماضية.
وفي المقابل بلغ عدد الناجحين بقطب الشعب الأدبية والأصيلة 48820 بنسبة نجاح بلغت 41.83% مسجلة بذلك زيادة تجاوزت 7 نقط.
وبلغ عدد الناجحين بميزة 47380  وهو ما يمثل 34.62% من مجموع الناجحين.
2.شهادة السلك الإعدادي
بلغ عدد الحاصلين على شهادة السلك الإعدادي هذه السنة ما مجموع  275507  بنسبة نجاح ناهزت 56.95% مقابل 55.12% السنة الماضية وبلغت هذه النسبة  61.72% لدى الفتيات مقابل 60.69%  سنة 2009 .
3.شهادة الدروس الابتدائية
بلغ عدد الحاصلين على شهادة الدروس الابتدائية ما مجموعه 431276 ناجحة وناجح بنسبة نجاح  89.4% وبلغت هذه النسبة لدى الفتيات 91.7%.
وإذ تعتز وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي بالأداء الجيد للمترشحين والمترشحات في هذه الاستحقاقات التربوية الهامة فإنها لتشيد بما أبانو عنه من جدية ونضج وانضباط، منوهة بحزم ويقظة وانخراط أطر التربية والتكوين للرفع من أداء المترشحين وتحسين جودته من جهة و لضمان نزاهة ومصداقية هذا الامتحان من جهة ثانية. كما تعبر الوزارة عن تثمينها الكبير لأسر التلميذات والتلاميذ ولكافة الشركاء والفاعلين لإنجاح هذا الاستحقاق التربوي الهام، ولضمان إجرائه في أجواء سليمة تضمن للامتحان مصداقيته وللمترشحين اجتيازه على قاعدة مبدأ تكافؤ الفرص؛ وكذا لجهود السلطات العمومية والمصالح الأمنية في ضمان أمن وسلامة إجراء الامتحان، كما أنها تنوه بمساهمة الفعالة لكل مكونات المشهد الإعلامي الوطني في تأطير ومواكبة وتتبع جميع مراحل الامتحانات الإشهادية لهذه السنة.   

نتائج مبارايات توظيف أساتذة التعليم الابتدائي من الدرجة الثانية -23 يناير 2010 نتائج مبارايات توظيف أساتذة التعليم الابتدائي من الدرجة الثانية (السلم 10) - دورة 23 يناير 2010

 
نتائج مبارايات توظيف أساتذة التعليم الابتدائي من الدرجة الثانية (السلم 10) - دورة  23 يناير 2010
أكاديمية جهة طنجة تطوان
أكاديمية جهة سوس ماسة درعة
أكاديمية جهة مكناس تافيلالت
أكاديمية الجهة الشرقية
أكاديمية جهة تازة الحسيمة تاونات